المركز الثقافي «نجوم جامع الفنا»، تحت إشراف مؤسسة «علي زاوا»، يعتبر نموذجًا حيويًا وفعّالًا في تعزيز الحراك الثقافي بمدينة مراكش، بل وبالمغرب ككل. فقد استطاع هذا المركز، من خلال برنامجه الثقافي الغني والمتنوع، أن يفتح آفاقًا جديدة أمام الشباب، معتمدًا على رؤية شاملة للثقافة ترتكز على الانفتاح على ثقافات العالم وتلاقح الأفكار.
منذ انطلاقه، قدم «نجوم جامع الفنا» مساحات إبداعية متعددة للشباب من مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية، ليكون منصة للابتكار الفني والتعبير الحر. الفنون المسرحية، السينما، الموسيقى، وحتى الفنون البصرية، كلها تجد لها مكانًا في هذا الصرح الثقافي، حيث يتم تشجيع الشباب على تقديم أعمالهم ومشاريعهم، مما يعزز الثقة في قدراتهم ويمنحهم منصة لتحقيق طموحاتهم الإبداعية.
إلى جانب ذلك، يسهم المركز في فتح جسور التواصل الثقافي بين المغرب وباقي دول العالم. حيث ينظم المركز ورشات عمل، ومعارض، ولقاءات ثقافية تضم فنانين ومبدعين من مختلف الدول، مما يتيح للشباب المغربي فرصة التعرف على تجارب فنية وإبداعية متنوعة. هذا الانفتاح على الآخر يساعد في بناء هوية ثقافية أكثر شمولية، قائمة على التبادل والتفاعل الثقافي.
دور «نجوم جامع الفنا» لا يقتصر فقط على تنظيم الفعاليات والأنشطة، بل يمتد إلى بناء مجتمع ثقافي حقيقي. ففي قلب ساحة جامع الفنا، التي تمثل رمزًا للتنوع والتراث، يسهم المركز في إعادة إحياء دور الثقافة كأداة للتغيير المجتمعي، مما يعزز روح المبادرة والابتكار لدى الشباب.
باختصار، يمثل المركز الثقافي «نجوم جامع الفنا» مشروعًا رائدًا في تعزيز الثقافة والفن بالمغرب، بفضل ما يقدمه من فرص تعليمية وتفاعلية. هو نقطة انطلاق حقيقية نحو مستقبل ثقافي مشرق للشباب المغربي، مؤكدًا على أهمية الاستثمار في الطاقات الشابة ودورها في بناء مستقبل مجتمعي أكثر إشراقًا وانفتاحًا.
محمد علي السراج