شنت القوات الروسية سلسلة هجمات على أوكرانيا استهدفت منشآت مدنية وبنية تحتية حيوية، ما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص على الأقل، وفقاً لما أعلنت عنه السلطات الأوكرانية اليوم الخميس.
في الساعات الأولى من صباح اليوم، تعرضت مدينة زابوريجيا لعدة ضربات جوية موجهة، أسفرت عن إصابة ستة أشخاص، بينهم فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً، وتسببت في إلحاق أضرار بـ29 مبنى. وأفاد حاكم المنطقة، إيفان فيدوروف، أن زابوريجيا شهدت تصعيداً في الهجمات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة مع سيطرة القوات الروسية جزئياً على المناطق المحيطة بالمدينة، والتي تضم أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.
من جهتها، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها تمكنت من إسقاط 41 طائرة مسيرة من أصل 62 أطلقتها روسيا، فضلاً عن اعتراضها لثمانية صواريخ. وأشارت إلى أن 14 طائرة مسيرة فُقدت خلال الهجمات.
كما تعرضت مناطق أخرى، مثل أوديسا وبولتافا ودونيتسك، لهجمات صاروخية وطائرات مسيرة، ما ألحق أضراراً بالمنشآت المدنية والبنية التحتية الحيوية. وفي منطقة ميكولايف الجنوبية، استهدف هجوم بصاروخ كروز منشأة بنية تحتية، مما أدى إلى نشوب حريق تم إخماده لاحقاً. كما أسفر هجوم بالصواريخ الباليستية على ميناء في منطقة أوديسا عن مقتل ستة أشخاص وإلحاق أضرار بسفينة حاويات ترفع علم بنما.
على الصعيد السياسي، وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى لندن لعقد محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيس حلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روتي. تأتي هذه الزيارة في ظل ظروف حرجة بالنسبة لأوكرانيا، خصوصاً بعد إلغاء قمة كانت مقررة لداعميها الرئيسيين، مما جعل الاجتماعات الحالية ذات أهمية بالغة.
خلال اللقاء، شدد زيلينسكي وستارمر على أن الحرب مع روسيا قد بلغت مرحلة حاسمة، حيث يسعى زيلينسكي للحصول على دعم إضافي من الغرب، بما في ذلك صواريخ بعيدة المدى لتعزيز القدرات الأوكرانية في المعركة. كان من المقرر أن يطرح زيلينسكي “خطة النصر” خلال قمة في ألمانيا هذا الأسبوع، لكنها تأجلت بعد إلغاء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب تركيزه على إعصار ميلتون.
وأكد ستارمر، في بداية المحادثات التي جرت في داونينغ ستريت، على التزام المملكة المتحدة المستمر بدعم أوكرانيا، مشيراً إلى أن الاجتماع يمثل فرصة لتحديد الخطط المستقبلية. ومن المقرر أن يجتمع مارك روتي مع زيلينسكي وستارمر في وقت لاحق من اليوم. تأتي هذه الزيارة في إطار جولة أوروبية للرئيس الأوكراني، والتي شملت كرواتيا وتستعد لتتوج بلقاء مع البابا فرانسيس.
يذكر أن اجتماعاً رفيع المستوى كان مخططاً له في قاعدة رامشتاين الجوية لمناقشة دعم أوكرانيا بالأسلحة، لكن تم إلغاؤه نتيجة انشغال بايدن بالتحضيرات لمواجهة إعصار جديد، في أعقاب إعصار سابق أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص.